القضية الفلسطينية تواجدت في الفكر التوحدي لتريم وعبد الله عمران
أكد الدكتور يوسف الحسن المفكر والدبلوماسي السابق، خلال المؤتمر السنوي السابع عشر لمركز «الخليج» للدراسات والذي حمل عنوان «مستقبل المشروع الفلسطيني» أن القضية الفلسطينية على رأس قضايا الأمة العربية التي كانت في الفكر الوحدوي للمغفور لهما بإذن الله تريم وعبد الله عمران تريم مؤسِّسَيْ «دار الخليج».
وقال في افتتاح المؤتمر الذي عقد في دار «الخليج» للصحافة والطباعة والنشر تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وبعد أن رحب بالحضور: «في التأمل والتفكر في حال ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني، نستحضر معكم في مطلع الملتقى ذكرى رحيل الأخوين تريم وعبد الله عمران تريم رحمهما الله مؤسِّسَيْ الدار، بنفسيهما الوطني والوحدوي، وبرسالتهما التنويرية والإعلامية والمهنية، وهويتها الإماراتية العربية والإنسانية، فنتذكرهما ونترحم عليهما سائلين الله أن يطيب ثراهما ويجزيهما عنا كل خير، وسيبقيان في ذاكرتنا قامتي شهود من رجال هذا الوطن، الذين تربوا في مدرسة زايد الوطنية، مدرسة الحكمة والشجاعة والنخوة العربية الأصيلة والعمل الإنساني، بلا حسابات سياسية والفكر الوحدوي المخلص لقضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية».
وأضاف: من وحي ملهم والتزام أكيد بمبادئ هذه المدرسة، والتي تجسدت في سياسات الإمارات ومواقفها الحاضنة والداعمة لهذه القضية العادلة يجيء مؤتمركم هذا ليطرح عليكم سؤال المشروع الفلسطيني، وليعيد التذكير بهذه القضية بعد انكفاءة عربية حادة عنها، وهي القضية التي جار عليها المحتل والمختل، وباعة الشعارات وعشاق السلطة، حتى ولو كانت بلا سلطة، وفصائل تحولت إلى قبائل، ونخب مأزومة وبدون رؤية ناجعة وانقسامات عبثية، وربيع أسود في مآلاته وتداعايته حتى وصلنا إلى متاهة كبرى، وضاقت القضية حتى أنها لم تعد تتسع لأكثر من قضية أسرى، رغم كل ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وعزيمة لا تعرف الخوف في مواجهة إجرام الاحتلال وعنصريته ووحشيته.
وأكد الحسن أن المؤتمر يستذكرنا بمئوية اتفاقية سايكس بيكو، ومئوية وعد بلفور، ذلك الوعد الذي شكل القاعدة التي أسست عليها إسرائيل وارتكبت في ظله عمليات التطهير العرقي البشع، ومنحت بريطانيا أرض شعب آخر إلى حركة سياسية إرهابية، فأعطى من لا يملك الأرض، وعداً لمن لا يستحق، وكان أول اعتراف دولي بالصهيونية السياسية ولعله كان أحد أعظم الأخطاء في التاريخ، مشيراً إلى أنه وبالرغم من أن بريطانيا تتحمل إثم هذا الوعد ونتائجه، إلا أنها ترفض الاعتذار عنه، وأكثر من ذلك فهي تنوي الاحتفال بمئويته.
وأكد أن هذا المؤتمر الذي عقد في الشارقة المنارة الثقافية، وفي إمارات الخير، خصص للبحث في المشروع الفلسطيني ليس من باب الإنشاء أو تبرئة الذمة، بل نتطلع أن يدق جرس الإنذار، فالأمر لم يعد يتعلق فقط بهاجس أفول حركة التحرر الفلسطينية، أو تفكيك القضية، أو تصفيتها، وإنما أيضاً بضياع البوصلة واختلاف مفهوم الشعب الفلسطيني الواحد، بعدما طغت الاختلافات على المشتركات، وتحول الجلاد «الإسرائيلي» إلى ضحية في وعي الكثيرين في هذا العالم، وسطا هذا الجلاد حتى على أنين ضحاياه وأسراه، الذين دخلوا إضرابهم عن الطعام للأسبوع الثالث دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم.