خالد عبدالله تريم:
أكد خالد عبدالله تريم رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير جريدة «الخليج»، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات أدركت كما يتجلى في سياساتها، أن تمكين الإنسان في الدولة من الحياة الكريمة رهن بالتمكن من العلم ومتطلباته، وأن هذا التمكن يحتاج إلى بيئته المناسبة، من بنى تحتية مادية ومعنوية، تنسجها رؤية متكاملة لما ينبغي أن يكون عليه المستقبل، وتترجمها استراتيجيات وخطط ومشروعات تنساب منها، وقد برزت النقلة النوعية في استراتيجية الذكاء الاصطناعي في سياق مئوية الإمارات 2071 التي أعلن عن بدئها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وتقدم خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المؤتمر السنوي لمركز الخليج للدراسات والذي عقد أمس تحت عنوان «استراتيجية الذكاء الاصطناعي في الإمارات» بجزيل الشكر والامتنان للمشاركين والحضور في المؤتمر، مؤكداً أن تلبية الدعوة والمشاركة نعتز بها، لأنها تعبير أصيل عن تفاعل قرائنا وجمهورنا مع أنشطة دار الخليج وتقديرهم لها.
وأضاف: «لقد اخترنا أن نبحث هذا العام قضية توليها الدولة الأولوية وتحيطها بكل العناية اللازمة، وهي في نفس الوقت تهم الوطن العربي بكل بلدانه، لأنها تعني الولوج إلى المستقبل، وتعبر عن الرغبة بوضع الإنسان العربي في قلب التقدم. فالتقدم العلمي لم يعد تراكم منتجات، وزيادة معلومات، وتحسين أنظمة فحسب، وإنما على وشك أن يحدث تغييرات عميقة في مفاهيم الحياة وأشكالها. وهذه سيكون وقعها عظيماً على كل المنظومات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمنية. وهو تأثير سيؤدي إلى اختلالات عميقة في بنى المجتمعات التي تتخلف عن ركب التغيير، ولا تحث الخطى نحو متطلبات التقدم».
وأوضح: «لعل اختيارنا هذا الموضوع كان سيلقى الاستحسان والترحيب من والدينا المرحومين تريم وعبدالله عمران اللذين كانا يعملان، ويتطلعان دائماً بشغف نحو كل ما يساهم في تطوير وطننا العربي عموماً وإنسانه خصوصاً. رحمهما الله وأحسن إليهما».
وتابع: «مواصلة لما استنه مركز الخليج للدراسات في استضافة أهل الخبرة والرأي لمناقشة قضايا الأمة المصيرية، فقد دعونا هذا العام كوكبة ممن برزوا في مجال الذكاء الاصطناعي لكي يساهموا بخبرتهم وتجربتهم في إثراء المناقشة حول ما تسعى استراتيجية الذكاء الاصطناعي إلى تحقيقه من أهداف، وكذلك، ما تحتاجه من متطلبات تجعل الوصول بمسيرتها إلى غاياتها ميسرة».
وشدد: إن تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي، بمدخلاتها ومخرجاتها، تتطلب بناء قاعدة تشريعية وقانونية، وذلك لطبيعتها التي تنطوي على كثير من المستجدات التي تحتاج إلى ما يناسبها من نظم وقوانين. ولم يغب هذا الأمر بطبيعة الحال عن قيادة البلاد التي أفصحت بالقول والفعل عن توجهها نحو جعل الإمارات مركزاً رائداً يولد القوانين والتشريعات المناسبة لهذا الأمر.
وهي تمضي، أيضاً، قدماً في بناء القاعدة التعليمية والبحثية المناسبة التي ستقود إلى تغييرات في المناهج، وتطوير مراكز البحث القائمة واستكمالها بأخرى. وكأي استراتيجية تجد طريقها إلى التنفيذ لا بد أن تكون لها برامجها ومشروعاتها التي تحتل الأولوية من بين مجموع عناصرها. وقد بدأت تجليات الخطوات المتواصلة التي شرعت بها قيادة البلاد تظهر للعيان، لعل أبرزها إنشاء وزارة خاصة بالذكاء الاصطناعي».
وتوجه بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو حكام الإمارات، لجهودهم المتواصلة في تطوير البلاد وإعلاء شأنها.