عائشة عبدالله تريم: الإماراتية نموذج ريادي مبتكر مجتمعياً

  • يناير 21, 2020

الشارقة: سيد زكي

أكدت عائشة عبدالله تريم رئيسة تحرير جريدة «جلف توداي» أنَّ الناظرَ لمسيرةِ تمكينِ المرأةِ في دولةِ الإماراتِ يجدُ أنها اختارتْ مساراً متميزاً جمعَ بين تمكينِهَا في كلِّ الحقولِ والميادينِ على حدٍّ سواءْ، وبينَ استخدامِ كافةِ الإجراءاتِ والطرقِ لتحقيقِ غاياتِهَا الكُبرى، الأمر الذي يؤكد أنَّ المرأةَ الإماراتيةَ تعيشُ أفضلَ أيامِها بالدعمِ الذي تلقاهُ من الجميع، مُجتمعاً وقيادةً ومؤسساتٍ اتحاديةٍ ومحليةٍ، وقد أصبحت بحقْ شرِيكاً رئِيسياً في التنميةِ المُستدامةِ.
وقالت في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة التاسعة عشرة من المؤتمر السنوي لمركز الخليج للدراسات والذي عقد أمس تحت عنوان «المرأة الإماراتية.. المكانة والتمكين» وألقاها نيابة عنها الدكتور يوسف الحسن الكاتب والمفكر الإماراتي، أن المرأةُ الإماراتيةُ اليومَ بطُموحِها وجُهدهِا ودعمِ القيادةِ الرشيدة تبوأتْ مناصبَ وزاريةً وقياديةً عُليا، وشغلتْ وظائفَ أكاديميةً وعلميةً فابتكرتْ وأبدعتْ وأنتجتْ، وتنقلتْ في المراتبِ الوظيفيةِ في أعرقِ وأهمِّ المؤسساتِ الرسميةِ والأهليةِ.

شكر للقيادة

ووجهت الشكر إلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بقيادة صاحبُ السموِّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسُ الدولةِ حفظهُ الله، وصاحبُ السموِّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبُ رئيس الدولةِ رئيسُ مجلسِ الوزراءِ حاكمِ دبي رعاهُ الله، وصاحبُ السموِّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبوظبي نائبُ القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحةِ، وصاحبُ السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوُ المجلسِ الأعلى حاكمُ الشارقةِ، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على دعمهِمْ المتواصلِ للمرأةِ والثقةِ بقدرتِها على مشاركةِ الرجلِ جنباً إلى جنبٍ للنهوضِ بمسيرةِ التنميةِ التي تتطورُ وتترسخُ على نحوٍ متواصلٍ.
وقالت إنهُ لمنْ دواعِي سُرورِي أن أُرحبَّ بِكم في المؤتمر السنوي التاسعَ عشرَ للخليج، الذي أصبح مِرْبَداً يختلف إليه أهلُ الفكرِ والنظر، ويتبادلونَ في رحابهِ الأفكارَ ويعملونَ النظرَ في مُستجداتِ الأوضاعِ من حولِنا، ويضيفونَ إلى النقاشِ الدائرِ حول القضايا الحيويةِ والهامةِ ما يُغنيها من خواطرَ ومُقترحاتٍ وتوصياتٍ.

وأوضحت أن عنوانُ المؤتمر اختيارٌ أملته التطوراتُ الجذريةُ في دور المرأة في المجتمعِ، والسياساتُ التمكينيةُ للمرأة التي ما انفكّتْ تُطلقُها القيادةُ الرشيدةُ لكي تتبوّأ المرأةُ الإماراتيةُ مكانتها المناسبةَ في مختلفِ ميادينِ وساحاتِ العملِ.

الارتقاءِ بمكانةِ المرأة

وقالت في كلمتها: «الحديثُ من هذا المنبرِ يجعلُ من الإنصافِ استذكارَ مُؤسِّسيْ دار «الخليج»، المرحومين تريم وأخيه عبدالله عمران طيّب الله ثَراهُما، اللذين لم يَغفلا في جهودِهِما الإعلاميةِ أو التربويةِ عن ضرورةَ الارتقاءِ بمكانةِ المرأة في المجتمع وفي تَسليحِها بكلِّ المستلزماتِ التي تقودُ إلى ذلك.
وأضافت: فهما لم يغِب عن بالِهما خلال مَسيرتهِما العمليةِ أنَّ تطورَ المجتمعِ والحفاظَ على حيويته واستقرارهِ يستلزمُ تمكينَ المرأةِ وترسيخَ وجودِها في مسيرةِ تطورهِ، وأنَّ حضور المرأةِ في مختلفِ القطاعاتِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ والسياسيةِ والدبلوماسيةِ رَفدٌ لعمليةِ النهضةِ التي بدأتْ في البلادِ، وعنوانٌ للتقدمِ الحضاريِّ الذي ينشدهُ المجتمعُ. رَحِمهُمَا الله وأحسنَ مثْواهُما.

أمرانِ جوهَريَانِ

وأوضحت: «يتجلَّى تمكينُ المرأةِ عموماً في تحقيقِ أمرينِ جوهَريَينِ يُصارُ إليهما من خلالِ إنجازِ مجموعةٍ من الأهدافِ وبلورَتِها في أرضِ الواقعِ. فلا يمكنُ فعلاً الحديثُ عن التمكينِ إن لم تتحققْ للمرأةِ، في تفكيرِها وفي ما يترتبُ على هذا التفكيرِ، استقلالِيتُها دونَ قيدٍ أو إملاءٍ من خارجِ إرادَتِها. كما أنهُ يظهرُ في حريتِهَا في اختيارِ القرارِ المناسبِ لكلِ أمرٍ يُواجهُها على أيِّ صعيدٍ، كانَ اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً.
وأوضحت أنه عبرَ التاريخِ حالَ كثيرٌ من الأسبابِ دونَ تحقيقِ هذينِ الأمرينِ، وهي أسبابٌ تضرِبُ جذُورُها في الامتدادِ التاريخِيّ المتواصلِ للإنسانيةِ. فبعضُ هذهِ الأسبابِ مرْجِعهُ العاداتُ الاجتماعيةُ المترسخةُ، وبعضها يتجلَّى في التفسيراتِ الخاطئةِ للنصوصِ، أو في احتكارِ هذا التفسيرِ من قبلِ من استقرَّ لديهِ التحيزُ ضد تمكينِ المرأةِ في توجههِ وفي طرقِ تفكيرهِ.
ونوهت بأن الإمارات اختارتْ من أجلِ الانتصارِ لقضيةِ تمكينِ المرأةِ، والتغلبِ على العقباتِ التي اعترضتْ تحقيقَ المساواةِ بين الجنسينِ استراتيجيةً شاملةً في منظورِها، ومتكاملةً في إجراءاتِها، ومتزامنةً في تنفيذِها، وانبثقَ عن هذه الاستراتيجية مجموعةٌ من السياسات جمعتْ بين الميادينِ المختلفةِ، وتفاوتتْ في الأدواتِ المستخدمةِ لتحقيقِ غاياتِها.

سياسةُ التعليمِ

وقالت في كلمتها إن سياسةُ التعليمِ ركزتْ على جعلهِ سُلَّماً يمكّنُ المرأةَ من تبوُّؤِ كل الوظائفِ المتاحةِ، بينما رمتْ سياسةُ التثقيفِ الإعلامِيّ إلى خلقِ الإطار الاجتماعِيّ والمعنوِيّ الذي يدعمُ استراتيجيةَ التمكينِ، كما هدفتِ السياسةُ التشريعيةُ إلى إصدارِ التشريعاتِ، وسنِّ القوانينِ طلباً لضبطِ السلوكِ المجتمعِي وتقنينهِ لتحقيقِ المساواةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ.
وعلى صعيدِ مَناطاتِ التمكينِ، لمْ تقتصِرِ السياساتُ على حقلٍ دونَ آخَرَ، بلْ سارتْ على نحوٍ متوازنٍ ومتشابكٍ لكي يكونَ فعلُ التمكينِ متأصِّلاً فيها جميعاً، ففي مجالِ التمكينِ الاقتصادِيّ أكدتِ السياسةُ الاقتصاديةُ على تحقيقِ المساواةِ بينَ الجنسينِ في الوصولِ إلى المواردِ الاقتصاديةِ العامةِ والخاصةِ. كما سعتْ سياسةُ التمكينِ الإدارِيّ والوظيفِيّ إلى تحقيقِ المساواةِ في الوظيفةِ العامةِ. وكانَ من الخطواتِ الهامةِ في المجالِ السياسِيّ التمكينُ على المستوى التشريعِيّ الذي تجلَّى في القانونِ الذي أعطَى للمرأةِ نصفَ مقاعِد المجلسِ الوطنِيّ.
وأفادت أن الناظرَ في مسيرةِ تمكينِ المرأةِ في دولةِ الإماراتِ يجدُ أنها اختارتْ مساراً متميزاً جمعَ بين تمكينِهَا في كلِّ الحقولِ والميادينِ على حدٍّ سواءْ، وبينَ استخدامِ كافةِ الإجراءاتِ والطرقِ لتحقيقِ غاياتِهَا الكُبرى.

مناصب ووظائف

وشددت على أن المرأة الإماراتية اليومَ بطُموحِها وجُهدهِا ودعمِ القيادةِ الرشيدة تبوأتْ مناصبَ وزاريةً وقياديةً عُليا، وشغلتْ وظائفَ أكاديميةً وعلميةً فابتكرتْ وأبدعتْ وأنتجتْ، وتنقلتْ في المراتبِ الوظيفيةِ في أعرقِ وأهمِّ المؤسساتِ الرسميةِ والأهليةِ.
وأضافت: في القطاعِ الخاصِّ نجدُها حاضرةً بقوةٍ، وهي ماضيةٌ في ترسيخِ حضُورِها على المستوَيينِ المحلِيّ والدولِيّ. وشعارُ تمكينِ المرأةِ اليومَ لم يعدْ ترفاً بالنسبةِ للقيادةِ الرشيدةِ التي استثمرتْ في بناتِ زايد وراهنتْ على أنَّ المرأةَ الإماراتيةَ عنوانُ أمنِ المجتمعِ وأصالتهِ وتماسكِ هويتهِ الوطنيةِ، إذ لا تَخفَى على أحدٍ العنايةُ الفائقةُ التي تُوليها الدولةُ للمرأةِ سواءٌ بحجمِ المبادراتِ والاستراتيجياتِ التي تصوغُها للاعتناءِ بأحوالِها وقضاياها، أو بتسخيرِ قُوةِ القانونِ للحفاظِ على حُقوقِها.
ونوهت بأن قيادةُ البلادِ انشغلتْ في قضيةِ تمكينِ المرأةِ منذُ بدايةِ قيام الدولة، حيثُ شرعَ المغفورُ لهُ بإذنِ الله تعالَى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّبَ الله ثراهُ بالاهتمامِ بالمرأةِ الإماراتيةِ مُبكراً لاستنهاضِ طاقاتِها ودمجِها في مسيرةِ النهضةِ الوطنيةِ، وواصلَ صاحبُ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسُ الدولةِ حفظهُ الله، طريقَ الوالدِ المؤسسِ في الارتقاءِ بالمرأةِ ورفعِ مُستوى حضورِها وتمثيلِها، فكانَ خطابُ التمكينِ لسموهِ عام 2005 بمثابةِ نقطةِ تحولٍ في مسيرةِ التنميةِ بدولةِ الإمارات، الذي ترجمتهُ مجموعةٌ من السياساتِ المتنوعةِ إلى خطواتٍ وإجراءاتٍ نلمسُ في أرض الواقع نتائجَها المبهرةَ.

أمّ الإماراتِ

ويعزّزُ حضورُ المرأةِ الدعمَ الذي تلقاهُ من أمِّ الإماراتِ رائدةِ العملِ النسائِيّ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسةِ الاتحادِ النسائِيّ العام رئيسةِ المجلسِ الأعلَى للأمومةِ والطفولةِ الرئيسةِ الأعلى لمؤسسةِ التنميةِ الأسريةِ، التي أطلقتْ الاستراتيجيةَ الوطنيةَ لتمكينِ وريادةِ المرأةِ في الإماراتِ 2015-2021، والتي تُشكّلُ بحقٍ خارطةَ طريقٍ لتوفيرِ حياةٍ كريمةٍ للمرأةِ وتوسيعِ هامشِ حضورِها ومشاركتِها.
وشددت على أنَّ المرأةَ الإماراتيةَ تعيشُ أفضلَ أيامِها بالدعمِ الذي تلقاهُ من الجميع، مُجتمعاً وقيادةً ومؤسساتٍ اتحاديةٍ ومحليةٍ، وقد أصبحت الإماراتيةُ بحقْ شرِيكاً رئِيسياً في التنميةِ المُستدامةِ، وكما عهدناهَا مسؤولةٌ تجمعُ بين مُتطلباتِ الحياةِ الأسريةِ ومتطلباتِ الوظيفةِ العامةِ والخاصةِ، نجدُها بالفعلِ صمّام أمانِ المجتمعِ ومِفتاحَ استقرارهِ وتطورهِ.
وختمت كلمتها: يُسعدنِي أنْ أتوجّهَ إليكم ضيوفَنا الأعزاءَ في مؤتمرِنا السنوِيّ التاسِعِ عشرَ بخالصِ الشكرِ والامتنانِ على تلبيتكِم لدعوَتِنا وعلى مشاركتِكُم في فعالياتهِ متمنينَ لهذا المؤتمرِ التوفيقَ في مداولاتهِ التي لا ريبَ ستضيفُ إلى النظرِ العميقِ في قضايا تمكينِ المرأةِ الذي يحتلُ مساحةً كبيرةً في اهتماماتِ مجتمعِنَا ودولتِنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *